قصة حنين وزين


بقلم : محمود عبو
قصة "حنين وزين"


كان الجو لطيفا وملبدا بالغيوم، حين ناداها زين وهي تنظر إلى الجهة الاخرى من الشارع، ماما!! ماما!!

وقد تبدلت ملامحها وبدا عليها الحزن والصمت والسكون حتى انها لم تسمع نداءات زين لها!!
فجأة احست به!، ثم بدا عليها بعض من اثار التعب المفاجئ والدورا، احكمت بشدة على يد ابنها زين، حتى أنها آلمته، ثم ارتكزت على أحد أدراج الأبنية المجاورة.

أما زين بدا عليه الحزن لما أصاب أمه "حنين"، زين هو الابن البكر لحنين والوحيد وعمره خمس سنوات! 
أما هي ... موجة من الصدمة بدت عليها، لقد رأت شخصا يذكرها بحبها القديم، والذي قد سمعت بخبر وفاته منذ سنوات كثيرة! كانت ترتكز على درج أحد الابنية وهي تنظر إليه من بعيد وهي تتذكر كل 

تفاصيل حركاته، ابتسامته ضحكاته!! ملامح وجهه وكل شيء... وتحدث نفسها! لقد مات معك كل شيء، كيف أراك الآن كيف!!
ولشدة زحام المكان لم تعد تراه، فأجمعت قواها لتحمل نفسها من مكان جلوسها في الشارع، وأخذت ابنها زين وعادت أدراجها إلى البيت.

دخلت إلى البيت برفقه زين قبل المغرب بربع ساعة، سلمت على الجميع ودخلت غرفتها وارتمت على سريرها وكأن هموما ما أثقلتها ونامت بعمق شديد، أما زين فأخذ يلعب مع جدته وجده وكأي 
طفل صغير ناسيا كل ما مر في هذا النهار .... حنين (أم زين) تسكن مع عائلة زوجها شاهر في بيت عربي قديم، في دمشق القديمة حيث الشوارع الضيقه والأسواق المرصوفه والمقاهي العتيقة.

أما حنين فباتت في ثبات يحمل في طياته ذكريات وأحلام، جعلتها تغرق في نوم عميق، تراه وتتذكر تفاصيل حياتها معه!!
في هذا الوقت كان يقرع باب الغرفة عليها مرات ومرات!! ثم ما لبث أن دخلت عليها حماتها وحماها وزين ... وفي ندائات عديدة لا تملك أن تسمع شيء منها، غارقةً في نوم عميق!

حماتها امسكتها وهزتها بشدة، وكأنها بدأت تنهض... أخيرا سمعوا تنهداتها وأهآتها، وعلى وجهها دمعة! في صرخات من حماتها "بنتي قومي قومي الله يرضى عليكي"! 
حنين تهمس، حححببيييببييي! زززيييين!! بكلمات يصعب فهمها!!

لم تدرك حنين ما حدث لها، تفاجأت حين رأت أشخاصًا غريبين حولها! وعندما سمعت نداءات ابنها (زين)، عَاد وَعْيها وأدركت من كان حَوْلها.
وعلى الفور قالت: عذرًا حماتي وعذرًا عمي فقد كان يومًا متعبًا وأظن أني ... وارتمى (زين) في أحضانها، حَبيبَ قَلْبي ..

حماتها: "غليتي قلبنا عليكي يا بنتي، لازم تعملي فحوصات، ولازم تخبري (شاهر) بهالشي".
حنين: "آه ... حاضر، حاضر حماتي!" 

مالا تعرفونه عن (شاهر) أنه شخصية عنيده وبخيل جدًا، ويعمل أجيرًا في محل ملابس نسائية. كانت (حنين) نصيبهُ عندما قررت إطفاء حنينها للماضي بزواجها من أي شخصٍ تجد فيه عكس ما 
أحبته من حبها من (زين).

مضى الوقت وحنين مستلقية على سريرها، لا تدرى ما تنتظر! أهوه الحنين لشخص رحل عنا! أم ذاك الخيال الذي مرّ في السوق ...
وبكل ما حصل كانت أشواقها متعبة وفرحة، وكلمات في داخلها تقول لطالما قتلتَ يا زين كل الكلمات برحيلك، وتزوجت شخصًا يكبرني ولا أحبه ولا اتمناه لي يومًا.

واليومَ عاد ماضيك من جديد!.
عاد (شاهر) مبكرًا من عمله، كانت حنين قد أعدّت العشاء للعائلة، وفي صمت دائم لـ (حنين)، قالت حماتها لـ (شاهر): "ابني مرتك مو طبيعية اليوم! حاول تاخدها بكرا لتعمل فحوصات".

وفي نظرات تحمل الهَمّ نظر (شاهر) لـ حنين وقال: "بكرا مالي فاضي! روحي معها أمي واعملوا الفحوصات بأيا مشفى حكومي، حكوووومي!! أنااا مو ناقصني مصاريف! يلعن أبو الزواج وساعته".
لم تكن (حنين) مزعوجة من وقع حديثه معها، ففي كل مرة تسمع كلماتِه وملافظة البذيئةُ معها، ومعايرته الدائمةُ لها بالنقص وأنها ليست كباقي السيدات اللاتي كان له رصيد من معرفتهن!!.. كانت 

فقط تتذكر (زين)، لطالما ملأ حياتها ألوانا من كل شيء في سماحة معاملته، وفي صدق حديثه، كان عاشقًا للسهر ليرويها شعرًا ويكفيها غزلًا ...
كانت خائفة تلك الليلة، من مزاج (شاهر) المتقلب! فمرةً يشعرها بأنها أجمل النساء ومرة يستحقرها أبعد استحقار... كانت متخوفة من أن تنام ويطال حديث نومها وجميلُ أحلامها مسامع (شاهر) فينهال عليها ضربًا أو تكونَ 

بداية لأحداثٍ جديدة لا تُدرك ما بعدها.
سهرتْ بجانب ابنها (زين) ونامت على سريره، وقبل الفجر استدركت نومها بجانب ابنها! وقامت على الفور وتوضأت واستعدت للصلاة، وكعادة الامر أيقظت زوجها، ولكنه اسكتها وعاد لنومه ...

كانت تدعي الله في صلواتها أن يلهمها الصبر، وأن يبعد عنها الشقاء، وأن لا يحرمها قرة عينها (زين).
انقضت ساعات الليل ... واستيقظ الجميع ليبدأ يومهم! أما زوجي (شاهر) فيبدأ عَملهُ في الساعة العاشرة ويعود آخر الليل وأحيانا كثيرة يكون بصحبه من لا أدري عنهم شيئا...

أما حماتي وعمي فيكون نصيبهم من النهار الراحة والقراءة ومشاهدة التلفاز وزيارة من بقي من الاصدقاء واللعب من ابني زين. أما أنا فأكون بينهم أقوم على راحتهم وأكمل ما نقص من حاجيات المنزل.
أشعر بنشاط كبير يرافقني منذ الصباح وفي أعماقي أسمع صوتاً ولو صح التعبير هناك من يناديني!! 

ذهبت حنين وحماتها إلى المستشفى
قالت حماتها: "طمنيني دكتورة سناء! شو حال بنتي حنين!"

الدكتورة سناء: "اطمني يا حجة! اطمني، رح تلزمنا شوية فحوصات، رح ابعتك لمخبر المشفى تعمليهن!"
كانت لا تدرك ما يحدث لها، فهي لم تعتاد أن تعبر عن ألمها أو تشتكي ما تشعر به لأي شخص! وكأن غياب (زين)، جعلها غير مهتمة لتفاصيل حياتها!

في الوقت التي لم تعر أيا اعتبارات لما يحدث لها، كانت الشكوك تظهر على وجه الدكتورة سناء! أما حنين فكانت تتخيل زين بجانبها في كل لحظات ألمها! وفي داخلها تقول أين أنت يا (زين)!.
الدكتورة سناء طلبت من الحجة وحنين الرجوع إليها بعد عدة أيام، وأبلغتهم ضرورة الأمر!

شكرت حنين حماتها على مرافقتها لها للطبيبة، وهم في طريق العودة للمنزل، سألت حنين حماتها التي كانت حنونة معها بالقدر الكافي لتناديها (أمي): هلاّ اخذنا قسطا من الراحة في أحد الحدائق على طريقنا! 
أشارت حماتها بالقبول.

حماتها تحمل من الطيبة الشيء الكافي لتعوضها عن أمها التي تخلت عنها في طفولتها! كانت الحجة (هناء) والدت شاهر، تتعامل مع حنين برفق ومحبة، خاصة بعد رحيل ابنتها (نهى) عنهم، أصبحت تجد في (حنين) 
ابنتها! الحجة هناء لديها ثلاثة من الابناء ماهر وشاهر ونهى، أما نهى فقد اختفت منذ اربع سنوات ولم يعرفْ عنها أيا شيء! وقد سلمت الحجة هناء وزوجها الحاج أبو ماهر أمرهم إلى الله،

أما ماهر فهو الابن البكر لها وهو مسافر في أحد دول الخليج ومتزوج هناك.
جلسا في أحد الحدائق، وتبادلا الحديث مع بعضهما، ثم عمّ الصمت ... غير أن الحجة هناء بدا عليها شيء من الحزن، فقد ذكرتها تلك الحديقة بابنتها!

أدركت حنين الحزن الذي بدا على أمها هناء، كللت جهدا لتنسيها! قالت حنين (أمي): الطقس اليوم يذكرني، عندما كنت في فترة الخطوبة مع شاهر، كانت أيام جميلة أكلنا المثلجات وخططنا لمستقبلنا وحياتنا، ما أعجبها
تلك الايام يا أمي، مرت سريعة، رزقنا بطفل يحمل اسمكم ويخفف حملا كبيرا داخلنا.

الحجة هناء، تعرفين يا ابنتي أني أرى فيكي وجه ابنتي نهى، حتى أني أخاف عليكي مثلما أخاف على ابنتي! لكن لا تعود الايام!
حنين: ماذا تقصدين يا أمي!!

الحجة هناء، لا تلوميني يا ابنتي، أريد أن أقول لكِ، لا تتخلي عن زين، فإن إحساس الأمومه شيء لا يقدر بثمن!
أول ما دار في ذهنها، لم أكن لأتخلى عنه يوما، فكيف أتخلى عنه اليوم! إنه الخيار الصعب أن تقف في النصف بين شيئين يصعب التخلي عنهم.. حب وحب!

عادا إلى المنزل، وتابعا روتين الحياة اليومي، من اعداد للطعام وتجهيز متطلبات العائلة وتعليم ابنها.
كان هناك شيء غريب يدور في ذهنها! لماذا ظهرت فجأة يازين؟ لا أريد رجوعك، لم يبقى شئ على حاله يا زين!

أصبحت وحيدة بدونك، تركتني للذكريات ولحياة لا أعرف نهايتها، غير أني ربطك بحياتي بطفل يحمل اسمك، الذي لطالما رأيته أنت، أنتما العشق الذي لا ينتهي أبدا!
أصبح لديها هاجز لتذهب إلى نفس المكان! لو تأكدت أن زين عاد بالفعل، ماذا أفعل؟ لماذا كذب عليي؟ وبدأ الشيطان يحرك مشاعرها بين حب ولهفة وبين حقد وكراهية!!

في اليوم التالي، استيقظت وهي متعبة بعض الشيء، وروتين اليوم قد بدأ، وهم على طاولة الافطار، شعرت الحجة هناء بتعب يغمر حنين. قالت لها: "دعكي من عمل المنزل وأفضي على راحتك، سأقوم به عنكِ".
أومأت (حنين) بشئ من الرضا! كان (شاهر) قد أحس نفس الشيء، فقام بمساعدتها لدخول غرفتها. وقال بشيء من الحنية: لا داعي لتتعبي نفسك اليوم! فمالم تستطيعي فعله اليوم، يمكن أن يكون غدا، وابتسم 

وقال "سلامتك يا حنونه".
أحست بالهدوء الداخلي الذي كان يعذبها، فهذا زوجها وأبا لطفلها. هو المستقبل. 

حاولت النوم! ولكن شبح (زين) ظهر في منامها! يضعها في نار تتأجج من جديد! يرمي عليها كلمات ويحيي حبه لها من جديد!
هذه المرة، استيقظت مذعورة! 

مسكت رأسها ونادت يا الله! إني لا أقوى على هذا الجحيم. لماذا عدت يا (زين) إذا كنت قررت الرحيل!
بقيت مستلقية على السرير وهي تشعر في ارتخاء في جسدها النحيل، ودوار وأفكار تتردد في ذهنها مرة تأخذها إلى حنين مفعم بالشوق، ومرة إلى أسألة تحمل موجة من التردد!

متعبة أنا يا الله! مالي أرى جسدي لا يقوى على الحراك ولا حتى أفكاري!
وانغمرت في نووووم عميق.

أما ابنها (زين) فقد كان قريبًا جدًا من جده الحاج أبو ماهر وجدته الحاجة هناء، كانوا يستمتعان بقربه منهم يلبي إحتياجاتهم على القدر البسيط ويملأ عليهم البيت بين ضجيج ومرح. إنه هادئ لماح وذكي. 
أظن صفاته قد أخذها من عمته نهى! نهى البنت الصغرى للعائلة، قد اختفت منذ أربع سنوات، كانت هادئة وصامته! كانت تفكر ولكن لا تظهر شيئا من إشارات تنبه مدى تفكيرها! إنها فتاه في عمر الحادي والعشرين، 

متربيه على الدلال منذ صغرها من أخيها الأكبر ووالديها! أما (شاهر) فكان يقسوا عليها دائما. كانت حنين تراه يعاملها بشيء من الحزم! كانت أسئلته لها كلها إتهام حتى كلمة كيف حالك! كانت تخرج منه وكأنها تحمل 
شيئا ما... كانت حنين تحاول التقرب منها ولكنها أحست بشيء من عدم القبول لحنين لأنها زوجة شاهر، لكنها أحبت زين حبًّا كبيرًا.

استيقظت حنين في الليل، وقد أصابها الدوار بعض الشيء، أخذت تتحرك في بطأ حتى وصلت إلى غرفة الجلوس المفتوحة على البيت، كان الجميع يغط في نوم عميق، نظرت إلى السماء وطلبت من الله التلطف 
والرحمة في حالها!

وأحست بشعور يراودها، زين! وقالت هذه المرة في إصرار وجدية: لابد من أن أرى ذلك الظل الذي عاد وأعاد معه حنين القديمة! لابد أن أجدك أو أمحي وجودك هذه المرة إلى الأبد!
ثم شعرت بحركة ما تتجه نحوها! انتظرت وإذا بشاهر! تفاجأت بعض الشيء، وقالت: صباح الخير.

رد عليها بابتسامة: صباح الخير، طمنيني عنك! بالي مشغول عليكي طول الوقت، كنت نام وفيق طول الليل لأطمن عليكي، كنتي عم تحكي وإنتي نايمة!
ردت حنين: بشيء من الأسف والإحراج، آسفه، ما كان قصدي دايقك، وما بعرف شو صاير معي هالأيام! سامحني!

وشيء من الصمت ... ثم قالت: شو كنت عم احكي أبو زين!
رد شاهر: زين! كنتي طول الوقت عم تقولي زين! لازم تشوفي الدكتورة اليوم! بدي تكوني قوية متل ما بعرفك!

ردت حنين: يارب عم ادعي ربي!
ثم أخذها شاهر للغرفة لترتاح وتنام، وبقي بجانبها، أما هي فغطت في نوووم عميق.

في الصباح استيقظت حنين على صوت الحاجة هناء، إطمأنَت عليها وقدمت لها عصير من البرتقال، فشربت منه في نهم وكأنها لم تروي عطشها منذ أسابيع، وطلبت منها المزيد ...
شعرت الحاجة هناء أن حنين قد تحسنت، وكأنها حالة غير مستقرة تهجم عليها فتطرحها وتستولي على قوتها بالكاملة، أما الآن فهي قادرة على حملي وحمل زين سويًّا.

ابتسمت حنين وخرجت من غرفتها والكل فرح باستعادة عافيتها، حتى أنها لا تذكر ما حدث لها إلا القليل!
حمدت الله!

 
وكعادة الأمر مرت على المطبخ وسألت العائلة عن مستلزماتهم، ثم أخذت زين، ورحلا إلى السوق...

وهم في طريقهم، تذكرت حنين ما كان في خاطرها من ليلة أمس، وقبل الذهاب للسوق ذهبا إلى نفس المكان الذي ظهر فيه خيال زين! وأصبحت كالتائه في غابة لا تعرف أي طريق تسلكه، أخذت تبحث وتبحث...
ثم قررت أن ترى أصحاب المحلات والعاملين فيها! وفي لفتة سريعة وكأنها وجدت ضالتها. في محل لبيع الهدايا وجدت ذاك الخيال. فاتجهت نحوه، ودخلت المحل وقد أخدت نفسا عميقا قبلها ... 

قال لها معبرا : تفضلي بقدر ساعدك! 
ردت حنين بذكاء : بدي هدية لشب؟

- شو المناسبه ياترى زواج حب خطبه ووو؟
- ذكرى وفاء وصدق! وحنين محاولة معرفة إذا كان هو أم لا؟ هل هُو تذكرها؟ أم لا؟

- محاولاً معرفة نوع الهدية! 
- أما هي فتعرف الشيء كان يحب زين. إنه يحب الورد الملون! نعم، أريد وردًا ملونًا وأن تكتب عليه اسمهُ من فضلك؟

- ذوئك حلو وأنا بحب الورد الملون! شو اســــ ...
- قاطعته بكلمة سريعة. ليكون كمان اسمك زين !!

- نظر إليها بتعجب! مم 
- بدا عليها الصمت والحزن معًا.

- لا، أنا لستُ زين!
- تنهدت حنين وأخذت نفسًا عميقًا.

- بصراحة أنا عندي أخ اسمه زين بشبهني كتير! بس سافر من زمان على أوروبا، والقصة طويلة!
- أخوك اسمه زين العابد؟

- صح! هاد اسمه، بتعرفيه؟
- أخوك توفى من زمان؟

- القصة طويلة! والكل بقول أنه توفى، وصفحات الفيسبوك حكت بهالشي!
- مابقا عندي صبر، احكي أخووووك ميت لما عايش ووين وكيف وووو!!!!

- صبرك يا أختي صبرك عليي!! رح احكي بس لا تسأليني كتير هون مكان شغل والوقت ما بسمح لاحكي كلشي. أخي زين، برحلته على أوروبا ما خبر حدا عنها غيري، وقبل ما يسافر عن طريق البحر، خبرني عن احتمالية 
المووت! وخبرني بشغلات كتيرة وقتها وأنا كنت وسيله لأني أكتم سره بكلشي. بعدها مابقا في اتصال بيناتنا حوالي سنتين. انقطعت أخباره عني. بس طلع معتقل بالسجن وكان رح يغرق على شواطئ اليونان! بس وصل لأوروبا! 

حاول يحكي معنا بس مالو متذكر أرقام تلفوناتنا وما عنده حساب على السوشيال ميديا وقتها، وبعد محاولات كتيرة وقبل سنتين، وبعد ما انتشر الفيسبوك لقينا حدا باسمه! تواصلنا معه وطلع الحمدلله عايش! 
اذا بدك رح أعطيكي حسابه عالفيسبوك!

- بدون تردد أخذت حساب زين! وهي تقول وجدتك ولم أجدك، وجدتك بعد السنين بهيئة شخص يشبهك، وجدتك بعد كل هذه السنين بورقة مكتوبٌ عليها جزءُ من أحرفك!!
تقبلت حنين خيبة الأمل، وأخدت زين وذهبا إلى السوق، قامت بإحضار ما ينقصهما من أشياء، وبدا عليها الصمت!

عادة إلى المنزل معكرة المزاج، فوجدت (شاهر) على غير عادته قد عاد إلى المنزل.
استقبلها شاهر بخوف شديد، كيف هو حالك اليوم، لماذا لم تريحي نفسك، قالت وعدتك أن أكون بخير وها أنا بخير لكن المشوار اليوم أتعبني بعض الشيء. وزين ساعدني، أنا بخير إن شاء الله.

كان وقع شاهر عليها غريبا، قالت في حيرة من أمرها، لقد ذكرني بأيام ولادتي بزين، كان حنونًا جدًا معي، وكأن (شاهر) يعود لتلك الأيام! 
بعد ذهاب شاهر إلى عمله، استلقت على السرير، وقد أخرجت من محفظتها الورقة التي كتب عليها حساب زين! 

وقالت : حان الوقت لأراك مجددًا!

للقصة تتمة



Comments

Popular posts from this blog

الصفعة الأولى (بداية حلم)